الأربعاء، أبريل 07، 2010

جداول القاضي كتابة متزنة


إن حمل القلم والكتابة ليس بالأمر السهل.. (فالكلمة أمانة) سوف يُسأل عنها صاحبها إن لم يكن في الدنيا ففي الآخرة.. إن خيراً فخير.. وإن شراً فشر.. قال تعالى: ?وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً? (سورة الإسراء 36). وفي زحمة المقالات الصحفية ودخول البعض في هذا المجال ممن لا يجيد فن الكتابة الصحفية أصبحت الكتابة تموج بين فئتين: إحداها تجيد فن الكتابة بكل مهنية.. فتحترم عقلية القارئ.. وتراعي أصول الحوار.. وتتعامل مع النقد البنَّاء لا الجارح.. وقبل ذلك تراعي الثوابت الدينية والمصالح الوطنية، والأخرى للأسف لا تجيد فن الكتابة.. فضلاً عن احترام عقلية القارئ. ومن الفئة الأولى يطل علينا كل يوم سبت الأستاذ حمد القاضي بزاويته (جداول) لتنهمر تلك الجداول بكتابات متزنة، فلا يتطرف الكاتب يميناً ولا يساراً يحترم عقلية القارئ، يتعامل مع مخالفيه بكل احترام فلا يصفهم بأوصاف - القصد منها - الانتقاص أو التحريض عليهم، حتى وأنت تختلف معه حول بعض ما يكتب تحترمه. فكم هو جميل أن نتعلم من هؤلاء الكُتّاب أسلوب الكتابة، وكم هو جميل أن تكون كتاباتنا كما سبق.. وكم هو جميل أن نتعلم أصول الحوار بعيداً عن أسلوب الانتقاص أو الاستهزاء أو التحريض، وكم هو جميل أن لا نحوّل الأمور النادرة إلى ظاهرة، وكم هو جميل عدم الخوض في أمور لا نحسن إجادتها - وندعها للمختصين - وبخاصة في المسائل الشرعية، وكم هو جميل أن نتعامل فقط مع الفكرة والموضوع دون محاولة شخصنة المواضيع، وختاماً كم هو جميل أن نرتقي في كتاباتنا لما فيه مصلحة ديننا ووطننا ومجتمعنا.