السبت، فبراير 21، 2009

عن حقوق المرأة يتجدد الحديث.. امنحوها الحرية.. مع قليل من حسن الظن!

في المقال السابق المنشور بتاريخ 1428/10/20ه الموافق 2007/11/1م احسب انني تحدثت عن جانب مهم عن جوهر حقوق المرأة وقضاياها.. وان كنت اتمنى أن يترك للمرأة ان تتحدث عن قضاياها وماذا تريد بنفسها الا ان ذلك لا يمنع الرجل ان يشارك المرأة في طرح قضاياها كما تشارك المرأة الرجل في ذلك.
لكن يبدو ان بعض العادات التي ليس لها اصل في الشرع والغلو في مفهوم القوامة في الشريعة الاسلامية جعل المرأة تتردد وتخجل من طرح قضاياها وهنا لا ادعو الى تمرد المرأة على زوجها وأهلها ومجتمعها - معاذ الله ان يكون ذلك مقصودي - لكن ادعو الى الفهم الصحيح لمفهوم القوامة في الإسلام ونبذ بعض العادات والممارسات التي ليس لها اصل في الشرع عند التعامل مع قضايا المرأة.. يجب ان نسمح للمرأة ان تتكلم عن قضاياها وهمومها وماذا تريد بكل اريحية مع افتراض الثقة وحسن الظن اذا كان ذلك وفق مرجعيتنا الاسلامية.
وسوف اسوق هنا قصة حدثت في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم توضح لنا كيف استطاعت فيه المرأة ان تطرح قضيتها بنفسها..
فقد روى الأمامان البخاري ومسلم في صحيحيهما ان هند رضي الله عنها جاءت للنبي صلى الله عليه وسلم وقالت يارسول الله ان اباسفيان رجل شحيح وليس يعطيني من النفقة ما يكفيني وولدي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف).
وفي هذا الحديث النبوي يتضح ان المرأة عبرت عن همومها بنفسها ولم تخجل او تتردد في ذلك لكنها في نفس الوقت لم تتصرف من تلقاء نفسها بل سألت النبي صلى الله عليه وسلم لتعرف الحكم الشرعي في ذلك وعلى ضوئه تتصرف في هذا الأمر.
وهنا اسوق بعض النقاط التي أحسب انها مهمة عند طرحنا وتعاملنا مع قضايا وحقوق المرأة وهي باختصار:
- الالتزام بالاطار الشرعي عندما نتحدث عن قضايا المرأة وحقوقها وعدم محاولة القفز على ثوابتنا الاسلامية.
- الاهتمام بالقضايا الجوهرية لحقوق المرأة والتي أحسب اني ذكرت جانبا مهما منها (احدى عشرة حقا تعاني المرأة منها وتحتاج الى معالجة) وذلك في المقال السابق.
- عدم اختزال قضايا المرأة في أمور اجزم انها لا علاقة لها بحقوقها بل ان بعضها لا يتعدى دائرة الترف مثل قيادتها للسيارة او الدعوة الى العمل المختلط او العمل الذي لا يتناسب مع طبيعة المرأة وأنوثتها.
- اعطاء المرأة الحرية والثقة الكاملة للتعبير عن قضاياها بنفسها وماذا تريد مع افتراض حسن الظن ما دام ذلك وفق مرجعيتنا الشرعية.
- الفهم الصحيح لمفهوم المقوامة في الشريعة الاسلامية وعدم التطرف او التفريط في هذا الجانب.
- نبذ بعض العادات والممارسات السيئة التي ليس لها اصل في الشرع والتي يحاول البعض من خلالها وللأسف اقصاء او تحقير دور المرأة الايجابي في المجتمع.
- الوقوف بقوة ضد كل من يريد ان يستخدم جسد المرأة كسلعة من أجل الترويج لبضاعته أو جذب الناس لقنواته او زيادة مبيعات مجالاته ونحو ذلك.
- تنمية قدرات المرأة لتفعيل دورها في بيتها ومجتمعها حتى تستطيع مواجهة المسؤوليات والتحديات.
- اكتسابها المهارات العالية في التربية وبناء الأجيال (التربية بمفهومها الواسع الايجابي).
وختاما أتمنى أن نرتقي في اطروحاتنا وخاصة عندما نتكلم عن قضايا المرأة فنركز على جوانب تهم جوهر قضاياها لا على أمور اكثر ما يقال عنها انها شكلية هامشية لا تعطي المرأة حقوقا ولا تمنحها قيمة.